الجمعة، 18 ديسمبر 2009

عشر ثوانى

عشر ثوانى

اكيد الأيام بتثبت دايما ان مصر فى تقدم ومش تقدم عادى ده تقدم مذهل ذهول مذهول ،يعنى زمان مش زى دلوقتى ، مصر دلوقتى اتغيرت خالص ، كل واحد منا شايل موبايل معدى الألف جنيه ومفيش بيت الا اما فيه دش وغسالة فول اتوماتيك وميكرويف ومكنسة بالكهربا وكيتشن ماشين وهيصة وتحس اننا بقينا عايشين حياه مميكنة خالية من اى ابداع او تقنية يدوية ، وده جوة البيت ، نخرج بقى للشارع تلاقى الدنيا بقت اكثر حلاوة ، الشوارع اتملت عربيات بكل الماركات ، وتلاقى بقى العربيات القديمة والجديدة والفارهة والصغيرة اللى ممكن تركنها فى جراب الموبايل ، وبمناسبة الركنة ، اكيد اى حد بيروح مكان بيشيل هم الركنة الأول ، اكيد انا صدعتكوا بالموضوع ده بس والله لما تعرفوا هتقدروا ظروفى ومدى قهرتى ،انا عمرى ماكنت اروح ولا اعتب وسط البلد بالعربية ، وكنت بفضل دايما اعمل زى الناس واركب المكروباص ، وماله المكروباص ، والله كانت ايام هنا ، كنت ببص من الشباك طول مانا راكبة واتخانق مع التباع على البريزة اللى باقية من الأجرة ، واقعد على الكرسى القلاب وكل شوية انزل من المكروباص لما حد يجى من ورايا عايز ينزل واسمع احلى كوكتيل اغانى شعبية على ذوق سواق المكروباص ، وممكن اى حد رغاى يستلمنى رغى لحد مانزل ويصدع دماغى بحكاوى ما انزل الله بها من سلطان ، بس كانت حياه حلوة ومختلفة ومريحة وفيها روح، اه والأهم من ده كله انى بنزل وانا مش شايلة هم هركن فين اقضى مشاويرى ولما اخلص اركب تانى ولا اتحايل على حد عشان اركن ولا الف فى الشوارع بلا هدف عشان اجد ضالتى فى اى مطرح القح فيه العربية ، المهم فى يوم من الأيام الخوالى ، قولت لازم اكسر حاجز الخوف واعمل زى الناس الطبعيين وانزل وسط البلد بالعربية ، طلعت حرب وقصر النيل والحتت دى ، ايه يعنى هيجرالى ايه اكيد هلاقى ركنة يعنى هما كل الناس بيعملوا ايه مش بيتصرفوا انا كمان لازم اتصرف ، المهم طبعا هناك فى شوارع وسط البلد ماشين بسستم تانى خالص الا وهو ، اختراع حلو وجميل وغاية فى التقدم ، الدراعات اللى فى الأرض اللى بتنزل لما تيجى تركن وتترفع بعد ركنة العربية ومقسمة حسب اماكن العربيات وكل مكان عليه عداد المهم ، انا ركنت بمنتهى البراءة والهبل وقولت هدفع اتنين تلاتة خمسة جنيه فى المرة ، لاقيت الراجل بمنتهى السرور جاى بيقولى اهلا يافندم ، قولت وماله وسهلا ، قالى حضرتك ركنتى ، قولت اه هكدب يعنى ، قالى معاكى كارت ، قولتله لا انا جاية هنا مرة واللى انت عايزة هدفعه ، قال لا لازم تاخدى كارت ، قولتله والكارت ده بكام قال ب 27 جنيه ، قولت ياحلاوة كانت تنقطع رجلى وماجيش هنا تانى اركن مرة وادفع كارت ب 27، قالى بمنتهى البشاشة لا يافندم ده هيفضل معاكى ده هيكفى لمده 300 ساعة ركنة وكل مرة تحطيه فى العداد ده قبل ماتمشى عشان الدراع ينزل وتعرفى تخرجى بالعربية وهينفع وموفر وأمور وكله مزايا الصراحة، اقتنعت وقولت يالله مش مشكلة وطول مانا معايا الكارت ابو 27 جنيه دا انا كل يوم هاجى وسط البلد بسبب ومن غير دا انا هعسكر هنا حقى بقى معايا كارت ب 300 ساعة مين قدى ،وفعلا شرحلى استخدامه ازاى واكيد هيا مش كيميا انا بفهم برده المهم قالى تحطى الكارت هيظهرلك الرصيد المتبقى وماتشيليش الكارت غير بعد عشر ثوانى ، شوفتوا الدقة الرقمية عشر ثوانى ، يعنى 9 ثوانى عيب 11 ثانية اوعى ، والحقيقة مافهمتش ايه الغرض من العشر ثوانى ، بس قولت اكبر دماغى هوا يعنى انا بفهم كل حاجة مانا بطنش حاجات كتير ماجتش على دى وهوا كمان الراجل رغى كتير وبرده ماقليش ايه الحكمة من العشر ثوانى ، المهم ، بمنتهى الفدائية تانى يوم اتزنقت انى اشترى حاجة قولت بس....... معايا الكارت معايا الكارت وامكدبتش خبر روحت رايحة وسط البلد وركنت واشتريت اللى كنت عايزاه ورجعت بمنتهى الثقة فى النفس ورأسى مرفوعة الى عنان السماء وبمنتهى الفشخرة اللى فى الدنيا بحط الكارت عشان الدراع ينزل وامشى بالعربية ، لاقيت الدراع مانزلش والعربية حبيسة القضبان ومكتوب على شاشة العداد ان عليا 80 قرش ، طبعا بضحكة ساذجة ندهت الراجل وقولتله ، العداد ده بايظ ياعم انت قال ايه بيقولى عليكى 80 قرش ولسة محتفظة بأبتسامة مالهاش سبب كده ، وانا واثقة تمام الثقة ان الراجل هياخدلى حقى من العداد واللى يتشددله وهينزل الدراع بأى طريقة وهيدينى الكارت اللى ماليان جنيهات وساعات ركنة ، رد عليا بكل برود ، الكارت خلصان يافندم وعليكى 80 قرش ، حاولت التخلص من ابتسامة البلاهة دى واتعصبت شيئا فشيئا ، قولتله ازاى انا لسة شارياه ب 25 جنية امبارح ، فقعنى اكتر وقالى 27 جنيه يافندم قولتله اه 27 جنيه ، وماركنتش غير ساعتين قالى يبقى انتى اكيد امبارح شيلتيه من العداد بسرعة قولتله ازاى بسرعة يعنى هبات جنبه قالى لا قبل العشر ثوانى ، وقبل ماتظهر كلمة تصحبكم السلامة رجعتلى الذاكرة تدريجيا ،وافتكرت العشر ثوانى ، وقولتله ولو... ايه اللى هيحصل لو انا عملت كده قالى ببساطة الكارت هيتصفر
قولتله هيبقى اصفر يعنى قالى لا هيبقى الرصيد صفر ، وده اللى حصل، حضرتك اللى غلطانة ماستنتيش ليه عشر ثوانى ،وفجأة بقى تخليت عن هدوئى المعهود ،وقولتله عشر ثوانى ايه وعشرين ثانية ايه ، انتوا نصابين انتوا حرامية قاللى دى برمجة جهاز ونظام شركة ، قولتلوا شركة ايه انت عايز تقنعنى انكوا بتفهموا وان فيه نظام، ده نظام نصب علنى وقله ادب قال ايه كل واحد هيكون اكثر ذكاءا وعمره ماهيغلط غلطتى الفظيعة التى لا تغتفر وهيستنى عشر ثوانى ، انتوا عاملين كده عشان كل يوم تنصبوا على الناس ، وبعد مانفجرت فى الواد قولتله ها وايه العمل بقى دلوقتى ، رد بمنتهى البرود ، مفيش تشترى كارت تانى ، قولتله على جثتى اشترى كارت تانى دا انا عمرى ما هاعتب هنا تانى وعملت فيها عنتر شايل سيفه وانى البت الفظيعة اللى ماينضحكش عليها، قالى خلاص سيبى العربية وماتطلعاش من هنا ، وسابنى اضرب اخماس فى اسداس، وطبعا لأن الوقت كان اتأخر احترمت نفسى وبمنتهى الأدب قولتله طيب مفيش حل تانى ، قال امممممممم فيه .... برده اشترى كارت ، بس لما قلبه حن وصعبت قال اشترى كارت صغير بستة جنيه ، عشان تنقذى العربية وتفكى اسرها ، واشتريت الكارت ودفعت السته جنية بس بعد مازادت وتكعورت عقدة وسط البلد داخلى وعرفت ان مصر فعلا بلد التاكنالوجيا وفضلت اسأل نفسى هو احنا اللى مش بنعرف نستخدم التاكنالوجيا ولا جيناتنا مش راكبة على جيناتها ولا ده فعلا نصب علنى ولا احنا مش واخدين على النظام ولا ايه بالظبط وفضلت طول مانا ماشية كالعادة الوم على نفسى واقول انتى اللى غلطانه قالك عشر ثوانى يبقوا عشر ثوانى عشر ثوانى عشر ثوانى ......................