الأربعاء، 20 يناير 2010

عايز بورشام

من كام يوم نازلة كده على ملى وشى ومستعجلة واتزنقت انى ادخل مكتب تصوير ، الحقيقة انا ماكنتش قاصداه هوا بالذات ولا عارفة ايه موقعه يعنى شارع ايه ولا بتاع زى ماتقولوا كده اتحدفت عليه وعشان انا كنت متضطرة اصور حاجات دخلت عادى يعنى ماجراش حاجة ، بس وانا داخلة اتفاجئت ان قدامه قهوة او كوفى شوب اقولكوا الصراحة كانت شبه الغرزة سامحنى يارب والشباب اللى كانو قاعدين كان شكلهم مش ولا بد سامحنى يارب ، انا كنت لازم امر على القهوة دى عشان ادخل المكتب طبعا بصيت فى الأرض كده وجرى دخلت مكتب التصوير بمبدأ المضطر يركب اى حاجة مش مهم ، وبعدين مش هتتاكل يعنى، ماعلينا دخلت وكان هناك زحمة جدا وناس قاعدين يصوروا ورق وناس قاعدين يظبطوا ورق طبيعى يعنى مكتب تصوير ماهوش جمعية استهلاكية ، وقفت استنيت ،وانا واقفة لاقيت شوية شباب داخلين واحد منهم قال للراجل عايز بورشام الراجل قاله طيب وخد منه الفلوس قولت يانهار مش فايت برشام وعلى رأى محمد سعد فى فيلم كتكوت درجز يعنى ، اتكتمت الصراحة وبعدين قولت لا اكيد مش قصده ولو انه البيئة مهيأة والله لكن اللى بيبيع الحاجات دى مش معقوله هيبعها على الملاء كده برده الشرطة فى خدمة الشعب والسنجة فى الرنجة ومصر بلد الامن والبتنجان عادى يعنى ، المهم لاقيت واحد تانى داخل يقول عايز بورشام ، قولت لا مابدهاش قربت من الراجل وانا متوجسة خيفة كده و قولتله برشام ايه هوا حد مصدع ولا حاجة ،طبعا اكيد قال  فى سره احنا وقعنا ف جماعة هواه ولا ايه ،المهم قال لا البرشام ده يعنى ورق المادة اللى امتحانها النهارده ، قولتله طب ماتقولوا الورق قال لا دى التوقعات المرئية واسئلة الدكتور وكده ، المهم لاقتهم بيصوروها بأسلوب مبتكر يعنى بيصغروا حجم التصوير عشان الورقة العادية تاخد بتاع 6 ورقات من الملزمة ويرجعوا يقطعوه ويحطوه على بعضه يعنى الملزمة اللى قد كده تتحول وبقدرة قادر الى كائن ميكرسكوبى لا يرى بالعين المجرده ، المهم ان الواد ده واللى بعده ماكنش هما بس بالعكس انهال على مكتب التصوير العشرات طول مانا واقفة مع انى ماطولتش هناك ، المهم انا ماسكتش برده لا ، روحت للولد بعد ما الراجل صورله وهوا بيرتب الميكرو ملزمة ، مع انه والله كان شكله مش مريح خالص وتحس انه مش فايق اساسا ، المهم قولتله هوا انتوا كلكوا كده ، قال كلكوا ايه ، قولتلوا مابتذاكروش، قال لا انا عن نفسى بذاكر على اعتبار ان التانين وحشين وهوا اللى مقطع نفسه ياعينى ، المهم قال بس اهو باخداها استحراص قولتله طب انت بتحطها فين ، وكنت مستغبية نفسى اوى والله فى الأسئلة دى والواد بيبصلى على انى كائن فضائى ، عشان كده وملامح الخنقة ظهرت على وشه قال فى جيبى فى اى حتة ماسكتش انا بقى والم نفسى ، قولتله بس ده الخط صغير اوى انت بتشوفه ازاى وحسسته انه صعبان عليا ، قال شوفتى بقى بس لعلمك ربنا بيكرم ،طبعا عشان ماضربش حسسته انى متعاطفة معاه قلبا وقالبا وقولتله ربنا يابنى يوفقك ، بس مش ده المهم ، الأهم ان المعيد اللى بيدرس المادة كان قاعد فى مكتب التصوير وشايف العيال اللى بيطلبوا البرشام وعشان تعرفوا ان اد ايه الدنيا بقت جميلة ، كان قاعد بنفسه يظبطلهم الورق ويصلحلهم لدرجة انه قال للعيال استنوا دقيقتين بس اظبطلكوا شوية حاجات وبعدين صوروا ، شوفتوا الحنو ، طبعا هما ولا عبروه بمبدأ ماجتش على دول كفاية اللى اتظبط ، واكتشفت طبعا ان المعيد ده بيعمل ملازم البرشام دى لمساعدة الطلبة المجتهدين بس مش لله طبعا لا اكيد بيقاسم مع صاحب مكتب التصوير يعنى الملزمة اللى تمنها اتنين جنيه بيبعها بعشرة جنيه وهو يفيد ويستفيد ،بصيت برة بعد حالة الازبهلال اللى وصلتلها لاقيت العيال خدوا الملزمة المركزة اوى دى وقاعدين بيشيشوا حتى مابيحاولوش يبصوا فيها ، افتكرت نفسى يوم الامتحان وشده الاعصاب والسهر والتوتر وفاكرة انى لا كنت بتعشى ولا بفطر ومش ناسية ساندوتش الجبنة البيضا بتاع امى اللى كانت بتجرى ورايا بيه لحد بير السلم وبرده مش باكله عشان لو كلته مش هاقاقوا  كان ايه اللى بيحصل،ولا منظرى قبل معاد اللجنة وانا لازقة فى الورق ومش عايزة افارقه لحد اخر دقيقة ولحد الدكتور مايقول خلاص هاقفل باب المدرج كنت بحس بالوحشة وانه خلاص هتاخدوا ورقى منى وتتركونى وحيدة بدونه ، وقد ايه كانت بترن فى ودنى جملة يوم الأمتحان يكرم المرء او يهان وكنت دايما عايزة اطلع بكرامتى من غير اهانات ، بس يظهر ان الدنيا اتغيرت اوى ،المشهد ده كله كان قدام احدى المعاهد الخاصة اللى بيندفعلها فلوس يعنى اى كان كام المبلغ ، بس تخيلوا الأهالى تدفع فلوس عشان المعهد ينصب على العيال بشوية كلام لا هما بيذاكروهم ولا بيفهموهم والعيال تنصب عليهم فى شوية امتحانات بيحلوهم بالغش والحياه ماشية ، لاحد فاهم ولا حد عارف ولا حد بيستفيد ، طب ماتقعدوا العيال دى فى البيت ولا يتعلملهم صنعة بدل المشورة والخيلة الكدابة وفى الأخر تتحول الفلوس دى على حساب المعهد مقابل الشهادة المزيفة عادى ماهى بلد شهادات ، بس ازاى، لازم الولد يتشيك وياخد المصروف اللى بيصرفوا على الشيشة والفسح وماخفى كان اعظم ولازم البنت تظبط المظابيط وتلزق البادى وتظبط الماكياج وتلاقى حجة مناسبة كل يوم عشان تقابل الغضنفر بتاعها وعادى ســـــــــديقى فى المعهد وبقابله قدام الناس يعنى فى اطار المشروعية اللى بقت ماتفرقش كتير عن الملوخية ، ومن غير اى شعارات فارغة هما دول شباب الجيل الصاعد الحلوين التافهين الغير مضرين بالمرة والى مابيعملوش مشاكل ، انما لو حد طلعله مخ بقى ويفضل يقول قولنا وقاله والا يتهور ويعمل وقفة ولا مظاهرة ولا يكونله موقف اهو ده اللى مش ممكن ابدا ولا حد يسمح بيه ، لأن احنا ببساطه عايزين نفضل مكانا ومش عايزين نبص قدام لذلك لابد ان نفخر كل الفخر بالشباب الروش طحن الشباب الفظيع المريح دماغه وكله عنده تمام، الشباب  المفزلن صاحب المبدأ العادل  المنادى دائما بحرية البرشام

الأحد، 17 يناير 2010

وحدك


وحدك
عندما تتلذذ بكيانك المفرد وشعورك الدائم بالوحدة عندما يأسرك ويمتلكك ويشعرك انك اصبحت جزء لا يتجزأ من هذا الأفتراض الأبدى
عندما تستقطع ساعات طويلة من الزمن غير مبالى بمن حولك ليس لأنك لا تحبهم ولا لكونك تحب نفسك اكثر منهم ولكن لأنك اعتدت على الوحدة على الرغم من وجودك حولهم

تبكى وحدك :
لأنك احيانا ترى الناس منقسمين الى نصفين وربما اكثر ,الأول : من لا يعنيهم بكائك ولا نظرة الحزن التى تملأ عينيك فتفضل ان تحتفظ بهذه النظرة داخل عينيك فقط ولا تجعلها شاشة عرض للاخرين او انك تشعر ايضا ان قطرات دموعك اغلى من ان يراها من لايقدر قيمتها او من يطمع فى احساسك بالضعف
والنصف الاخر هو من تتأكد تماما من حبهم لك لذا تظل حريص كل الحرص ان لا يروا تلك الدموع لأنك تتوقع تماما ان تلك الاحساس اللعين بالأسى سوف يتسلل اليهم من خلالك ومن الممكن ان يكونوا محملين بالهموم والمتاعب التى لا تمكنهم من تحمل اى اعباء اضافية ، فتبكى وحدك لأنك ربما تعلم ان تلك اللحظات سوف تتبدل فمن الأجدى ان تعالج امورك بمفردك وتظل وحدك

تضحك وحدك :
احيانا يمتلك شعور بالخوف ان تضحك بصوت عالى ويسمع ضحكتك الاخرون، ربما لأنك بكيت وتعودت على ملامحك الباكية ونقوش وجهك الذابلة ، فتصبح غير متأكد من شكل وجهك وانت تضحك ، وما مدى تقبل الناس لهذه الملامح الجديدة حين تضحك وكأنك تحتاج ان تجرى العديد من البروفات المسبقة قبل الظهور الى الناس بتلك الملامح المغايرة ،او لأنك لا تتعشم بتكرار التجربة وان يمنحك القدر ضحكة اخرى ، لتكون تلك الضحكات سمة فى حياتك وينتابك احساس يقينى انها طفرة من الممكن الا تتغير فتفضل ان تحتفظ بالثبات الأنفعالى وشكلك المعتاد لدى الأخرين ،وان رزقت بضحكة تقنع نفسك تماما انها غلطة مطبعية تترك فى نفسك بعض السعادة ولكن ربما لا تتكرر ، ولأنك تقدر قيمتها تمام التقدير و تفضل ان تحتفظ بها لنفسك ولا تضيع وقت فى تبرير اسبابها للناس وتستمع بهذه اللحظة مهما كانت قصيرة وتضحك وحدك

تتألم وحدك :
لأنك تكون فى داخلك هذا الكائن الصلب الذى يتحدى ويصبر على الالم مهما زادت شدته ، او انك اصبحت تمتلك من القسوة ما يمكنك من تعذيب نفسك فقط ويجعلها تتلذذ من احساسها بالألم ربما يكون نوع من السادية الغريبة الاتجاه،
او انك تشعر انه نوع من تكفير الذنوب والأثام فتتقبل الألم بصدر رحب لأنه منحة الهيه لتطهير النفس وتحتمله بكل توابعه وحدك

تحلم وحدك :
لأنك لم تجد من تحلم معه وتعتمد على نفسك حتى فى احلامك ، فى اسعاد نفسك فى تحقيق ذاتك ، فى قهر همومك فى حل مشكلاتك ، فى بناء بيت جديد فى امتلاك بعض الأشياء التى طالما حلمت بها ، ربما ايضا لأنك انتظرت كثيرا لتصاحب احد فى تلك الأحلام فلم يأتى وتأخر موعده عن الحد المسموح فأنتابك احساس باليأس من كثرة الأنتظار فأخذت القرار المناسب فى دفع عجلة الاحلام الفردية الاحادية الجانب او انه لطالما قابلت اناس وزرعت معهم بذور تلك الأحلام ولكنهم تركوك فى منتصف الطريق دون الأنتظار لقطف أولى ثمار تلك الاحلام وكانت النتيجة ان البذور لم تطرح ووجدت نفسك فى نفس الصحراء تصارع السراب وتحترق من اشعة الشمس وتبكى من شدة الجفاف ولا تملك ان تستغيث بأى شخص اخر لأنك اصبحت لاتثق فى الأخرين حتى لو ايقنت انهم من الممكن ان يكونوا السبب فى خلاصك ولكن تداهمك ذاكرتك ذات القلب الأسود بصورة الأحلام الممزقة المنزوعة الروح التى تشبه اشباح الظلام فى جوف الليل فترى انه من الحكمة ان تكون سيد قرارك وتحلم وحدك وتنظر نتائج احلامك الفردية وحدك


تتحدث وحدك :
عندما تشعر انك فشلت فى محاولات اقناع من حولك بما تؤمن به وما يحويه خاطرك وما شب عليه فكرك ، وعندما لا تجد الجدوى من الأخرين وكأنك تحدث اناس طبيعين تماما ولكن لا يمتلكون آذان لسماع كلماتك ، او عندما تبحث عن احد تعرف تماما انه اكثر البشر قدرة على فهمك وتفهمك وعندما تذهب اليه تجده كغيره من البشر التى اثقلتهم هموم واعباء الحياه فلم يعد لديهم الوقت لسماع انفسهم ، ومن منطلق الاحساس الزائد الذى يأكل صاحبه ، لا تتحمل ان ترى نظرة عدم اهتمام فى عين من كانوا يهتمون بك فى الماضى القريب ، فتفضل ان لا تخوض تلك المخاطرة الغير مأمونة العواقب، ولا تدق باب احد وانت غير متأكد من انه مفتوح على مصرعيه ، فتتقهقر بلسانك الى الوراء وتستمتع بالحديث الى نفسك وتخلو بقلبك وتنصت الى شكواه وتطيب خاطره وتعقد اتفاق مع عقلك ان لا يعاقب اخيه الصغير (القلب)على ذلاته الغير مقصوده وتستدعى الضمير لكى يشارككم الحوار وتتخيل انك معهم تتحدث مع اناس كثيرين يملأوا فراغك الممل وتصلوا فى النهاية الى حل يرضى جميع الأطراف دون اللجوء الى محكم خارجى وتعتاد على تكرار تلك التجارب وحدك


تصرخ وحدك:
لأنك الشخص العاقل المتزن التى تمتلك من الحكمة القدر الذى يستفز الأخرين ربما للحقد عليك او يثير اعجابهم وربما فضولهم او ان تكون مثل اعلى او قدوة وبالطبع ترى انه ليس من الجائز تغيير تلك الصورة لديهم ولكن يأتى الوقت الذى لا يحتمل وجهك الألتصاق بتلك القناع كثيرا وتشعر ان الأرض ضاقت بما رحبت وان صدرك لم يعد قادرا على حمل انفاسك وانك تعبت من الصمت المبالغ فيه ، وتنتظر اللحظة المناسبة التى تخلو فيها بنفسك وتنئى بجانك عن من حولك وتتعشم ان يحتمل الكون تلك الصرخة المدوية التى تزلزل ارجاء صدرك كما تحمل انفجار تشرنوبل فى الثمانينات ، وتصرخ وتصرخ حتى تشعر انك لم تعد تمتلك القدرة على الصراخ ، وتنظر بعدها وتحمد الله لمرات كثيرة انك وحدك ولم يشعر بك اى احد من بنى البشر

تدعو الله وحدك:
لأنه هو المجيب والسميع والعليم والقريب والرحيم والجبار الذى يجبر كسرك دون مقابل والتى تسع رحمته كل شىء والذى يعلم السر والعلن ويعلم ماتخفى الصدور ومافى القلوب وهوا الذى يسمع دون ملل ولا كلل ولا يشعرك بالجميل ولا الفضل ولا تجد من الحرج ان تحدثه عن كل شىء تشعر به وكل شىء ينتابك ويعتصرك ويشعرك بالذنب او الخجل و هو النورالذى يضىء القناديل حتى لو جفت الزيوت هو القادر على كل شىء هو الله جل جلاله الذى لو تركك كل الكون بما يسع من بشر وخانك التقدير وظننت انك وحدك فهو معك دائما واقرب اليك من حبل الوريد لقد حان الوقت ان تعلم اذن انك دائما لست وحدك