الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009

صديقتى .......هل مازلت اشتاق اليكى ؟

صديقتى
هل مازلت اشتاق اليكى ؟
لم اعرف ما الذى ايقظ داخلى هذا الشعور وما الذى استفزنى لكتابة هذه الكلمات وما الذى اشعرنى بمرارة ورغبة غير مؤكده وربما تكون مأكده فى اللقاء ، ولكنى لم اكن اتحمل اى عناء لتذكر كل هذه المشاهد والاحداث التى نسجت لنا ثوب جميل من الصداقة الصادقة وبحق ، مرت هذه الصور والمشاهد وكأنه فيلم روائى قصير يحمل كثير من الأحداث التى تتعاقب مرة ببطىء ومرات اخرى بسرعة البرق ومرات كثيرة تكون احداث عادية شبة يومية وروتنيية مكررة ، تذكرت حين كنتى معى تجلسين بجانبى داخل قاعة المحاضرات وبجوارى فى الدروس العملية وحين طردنا سويا لأول مرة حينما كنتى تهمسين بأذنى ببعض الكلمات اثناء شرح احد الاساتذة ، اتذكر كثيرا عندما كنا ننشق عن مجموعة اصدقائنا الكبيرة لكى نختص لأنفسنا ببعض الحكايات الشديدة الخصوصية والتى لا نستطيع ان نواجه الأخرين بها ، ربما كانت بعض الهموم او الحكايات او جلسات النميمة الثنائية فيما بيننا او بعض العتاب او نوبات المشاجرة ، اتذكر حينما كانوا يعلمونا ببعضنا فأن وجدتى لابد ان اوجد فى نفس مكان وجودك والعكس ، توأم لا ينفصل ، اتذكر حين تتغيبين فى بعض الأيام ، كنت استكمل يومى كالتى فقد منها شىء تظل طيلة النهار تبحث عنه الى ان تجده فى اليوم الأخر حينما تأتى واستقبلك من جديد ، اتذكر اوقات الأمتحانات واتصالاتنا المستمرة لنطمأن على الأحوال وتأكيدنا على بعض المعلومات الهامة وسؤالك المعتاد عن توقعاتى لأسئلة الأمتحان وما اتذكره حقا ولا استطيع نسيانه وكأنه نقش فى ذاكرتى كالنقش الفرعونى على جدران المعابد الذى ظل باقيا رغم عوامل الوقت والمناخ والتعرية ، والذى اعتبره اخر مشهد حقيقى وكنا نحن ابطاله نتفرد فيه بأدوار البطولة المشتركة التى تقاسمناها سويا دون اى محاولات لللأدوار الثانوية ،
نعم كان مشهد النهاية الذى طالما رأيناه فى السينما المصرية و المغلف دائما ببريق الدموع ، عندما كنا فى اخر يوم من ايام الأمتحانات فى السنة الأخيرة للدراسة التى يعقبها التخرج بطبيعة الحال ، كنا ذاهبون الى محطة المترو ولسوء الحظ ، كم تمنيت يومها ان ابقى معكى لوقت اطول ولكن رغم كل الأمانى والمحاولات للبقاء سويا ، حان وقت الفراق ، وزاد من هذا الأحساس اننا حتى لم نتمكن ان نركب المترو سويا ، فقد كان اتجاهنا مختلف ، اقصى الشمال واقصى الجنوب ، انه القدر فى الفراق المبكر ، لا انسى اخر سلام بيننا ، لقد مضينا وقتا طويلا متشابكى الأيدى مملؤة اعيننا بالدموع ، عاجزة كلماتنا عن التعبير ، وما نملكه ان نصبر انفسنا ونوعدها باللقاء المستمر والقريب ، اغلقت ابواب المترو معلنة لحظة الفراق الطويل ،
ومنذ ذلك الحين اختلفت كل الظروف وتعاقبت الأيام وكأن هناك فرق فى التوقيت او اننا نحيا فى بلدين احداهما فى القطب الشمالى والأخرى فى الجنوبى ، التقينا بعدها مرات تكاد لا تعد على اصابع اليد الواحدة وكانت هذه المرات بصعوبة بالغة نظرا لختلاف المكان واحوال العمل ، وتزوجت واحمد الله ان الظروف كانت فى صالحى وتمكنت من حضور الفرح وانجبت ولكنى لم استطيع رؤيتها لأسباب كتيرة
 ومرت الأيام يبدو انها ايام كثيرة ربما لا استطيع ان احصيها ، والذى يربطنا الآن هيا نبرة الاصوات التى احمد الله اننا رغم اختلاف الملامح لكننا نحتفظ بنفس نبرة الصوت التى تسهل علينا التعرف واللحاق بما تبقى من الحنين تجاه بعضنا البعض ، تغيرت ظروفى انا الأخرى واصبحت الدنيا اكثر زحاما ممتلئة بالكثير من الاحداث الحزينة والمفرحة احيانا والشاقة والمؤسفة بعض الشىء ، لكن بمرور هذه الايام تعرفت على اناس اخرين اسماء جديدة ثقافات مختلفة ، كنا على موعد مع الصدفة او القدر لكى نلتقى ولا انكر ولا استطيع ان اخفى اننى الان اشعر بأحتياجى ورغبتى فى الحديث معهم اكثر منك ياصديقتى ، لا اخفى هذا الشعور انه شعور بتأنيب الضمير ، لماذا تخلل احساسى بكى بعض الفتور ، اين ذهبت اللهفة والرغبة فى لقائك والحديث اليكى ، ولا ادرى هل تشعرين ايضا بنفس الشعور ام انا التى احمل الكثير من المبالغة فى بعض الأحيان حقا لا ادرى ولا املك الأن إلا سؤال يجول فى خاطرى دائما
اين ذهبت كل هذه الذكريات والحكايات والأحتياج المتبادل حتى الرغبة فى الحديث واللقاء هل الأيام قوية لهذه الدرجة ان تفعل بنا وبمشاعرنا ما تشاء هل اصبحت قلوبنا دمية فى ايدى الزمن هل اصبح حنينى اليكى كالقشة فى مهب الريح وهل تسامحينى ياصديقتى لمجرد سؤالى لنفسى مثل هذا السؤال ولكنى فقط اريد ان اعرف ياصديقتى ،
هل مازلت حقا اشتاق اليكى؟ 




هناك 4 تعليقات:

  1. تصدقي..
    فكرتيني بواحد صاحبي من زمان قوي بقالي فترة معرفش عنه حاجة، هبقى اتصل عليه بكره أشوف اخباره ايه

    بس هي دي الدنيا.. بتجمع وتفرق ومحدش بيسألها بتعملي فينا ايه؟

    صحيح هي الدنيا بتعمل فيا كده ليه؟

    ردحذف
  2. ربنا يسامحك بجد
    عيطتينى يا بعيدة
    حسيت كل حرف قريته جدا جدا جدا
    يمكن لأنى بعيش ظروف مشابهه وللاسف عشتها بدرى اوى

    بس تعرفى
    مبسووووطة بيكى اوى
    يعنى فى العامية بسيطة وعفوية ودمك شربات
    وبرده فى الفصحى صادقة وحقيقية وكلماتك بالنسبالى تكاد تكون شفافة الى حد يجعلنى ارى ما وراء الحروف وما بين السطور من احاسيس ومشاعر و..رقرقات دموع

    ردحذف
  3. طيب كويس الحق كلمه بقى اكيد هيفرح بأتصالك

    ردحذف
  4. بسكوتة
    هكذا يبدو لنا الأسم الحركى الاخر بعد روز
    ياترى فى ايه كمان
    منورة البلوج على فكرة وبعدين بتعيطى ليه انتى لسة شوفتى حاجة لسة يابنتى الايام هتوريكى ماعلينا
    انا كمان مبسوطة انى عرفتك

    ردحذف