الأحد، 17 يناير 2010

وحدك


وحدك
عندما تتلذذ بكيانك المفرد وشعورك الدائم بالوحدة عندما يأسرك ويمتلكك ويشعرك انك اصبحت جزء لا يتجزأ من هذا الأفتراض الأبدى
عندما تستقطع ساعات طويلة من الزمن غير مبالى بمن حولك ليس لأنك لا تحبهم ولا لكونك تحب نفسك اكثر منهم ولكن لأنك اعتدت على الوحدة على الرغم من وجودك حولهم

تبكى وحدك :
لأنك احيانا ترى الناس منقسمين الى نصفين وربما اكثر ,الأول : من لا يعنيهم بكائك ولا نظرة الحزن التى تملأ عينيك فتفضل ان تحتفظ بهذه النظرة داخل عينيك فقط ولا تجعلها شاشة عرض للاخرين او انك تشعر ايضا ان قطرات دموعك اغلى من ان يراها من لايقدر قيمتها او من يطمع فى احساسك بالضعف
والنصف الاخر هو من تتأكد تماما من حبهم لك لذا تظل حريص كل الحرص ان لا يروا تلك الدموع لأنك تتوقع تماما ان تلك الاحساس اللعين بالأسى سوف يتسلل اليهم من خلالك ومن الممكن ان يكونوا محملين بالهموم والمتاعب التى لا تمكنهم من تحمل اى اعباء اضافية ، فتبكى وحدك لأنك ربما تعلم ان تلك اللحظات سوف تتبدل فمن الأجدى ان تعالج امورك بمفردك وتظل وحدك

تضحك وحدك :
احيانا يمتلك شعور بالخوف ان تضحك بصوت عالى ويسمع ضحكتك الاخرون، ربما لأنك بكيت وتعودت على ملامحك الباكية ونقوش وجهك الذابلة ، فتصبح غير متأكد من شكل وجهك وانت تضحك ، وما مدى تقبل الناس لهذه الملامح الجديدة حين تضحك وكأنك تحتاج ان تجرى العديد من البروفات المسبقة قبل الظهور الى الناس بتلك الملامح المغايرة ،او لأنك لا تتعشم بتكرار التجربة وان يمنحك القدر ضحكة اخرى ، لتكون تلك الضحكات سمة فى حياتك وينتابك احساس يقينى انها طفرة من الممكن الا تتغير فتفضل ان تحتفظ بالثبات الأنفعالى وشكلك المعتاد لدى الأخرين ،وان رزقت بضحكة تقنع نفسك تماما انها غلطة مطبعية تترك فى نفسك بعض السعادة ولكن ربما لا تتكرر ، ولأنك تقدر قيمتها تمام التقدير و تفضل ان تحتفظ بها لنفسك ولا تضيع وقت فى تبرير اسبابها للناس وتستمع بهذه اللحظة مهما كانت قصيرة وتضحك وحدك

تتألم وحدك :
لأنك تكون فى داخلك هذا الكائن الصلب الذى يتحدى ويصبر على الالم مهما زادت شدته ، او انك اصبحت تمتلك من القسوة ما يمكنك من تعذيب نفسك فقط ويجعلها تتلذذ من احساسها بالألم ربما يكون نوع من السادية الغريبة الاتجاه،
او انك تشعر انه نوع من تكفير الذنوب والأثام فتتقبل الألم بصدر رحب لأنه منحة الهيه لتطهير النفس وتحتمله بكل توابعه وحدك

تحلم وحدك :
لأنك لم تجد من تحلم معه وتعتمد على نفسك حتى فى احلامك ، فى اسعاد نفسك فى تحقيق ذاتك ، فى قهر همومك فى حل مشكلاتك ، فى بناء بيت جديد فى امتلاك بعض الأشياء التى طالما حلمت بها ، ربما ايضا لأنك انتظرت كثيرا لتصاحب احد فى تلك الأحلام فلم يأتى وتأخر موعده عن الحد المسموح فأنتابك احساس باليأس من كثرة الأنتظار فأخذت القرار المناسب فى دفع عجلة الاحلام الفردية الاحادية الجانب او انه لطالما قابلت اناس وزرعت معهم بذور تلك الأحلام ولكنهم تركوك فى منتصف الطريق دون الأنتظار لقطف أولى ثمار تلك الاحلام وكانت النتيجة ان البذور لم تطرح ووجدت نفسك فى نفس الصحراء تصارع السراب وتحترق من اشعة الشمس وتبكى من شدة الجفاف ولا تملك ان تستغيث بأى شخص اخر لأنك اصبحت لاتثق فى الأخرين حتى لو ايقنت انهم من الممكن ان يكونوا السبب فى خلاصك ولكن تداهمك ذاكرتك ذات القلب الأسود بصورة الأحلام الممزقة المنزوعة الروح التى تشبه اشباح الظلام فى جوف الليل فترى انه من الحكمة ان تكون سيد قرارك وتحلم وحدك وتنظر نتائج احلامك الفردية وحدك


تتحدث وحدك :
عندما تشعر انك فشلت فى محاولات اقناع من حولك بما تؤمن به وما يحويه خاطرك وما شب عليه فكرك ، وعندما لا تجد الجدوى من الأخرين وكأنك تحدث اناس طبيعين تماما ولكن لا يمتلكون آذان لسماع كلماتك ، او عندما تبحث عن احد تعرف تماما انه اكثر البشر قدرة على فهمك وتفهمك وعندما تذهب اليه تجده كغيره من البشر التى اثقلتهم هموم واعباء الحياه فلم يعد لديهم الوقت لسماع انفسهم ، ومن منطلق الاحساس الزائد الذى يأكل صاحبه ، لا تتحمل ان ترى نظرة عدم اهتمام فى عين من كانوا يهتمون بك فى الماضى القريب ، فتفضل ان لا تخوض تلك المخاطرة الغير مأمونة العواقب، ولا تدق باب احد وانت غير متأكد من انه مفتوح على مصرعيه ، فتتقهقر بلسانك الى الوراء وتستمتع بالحديث الى نفسك وتخلو بقلبك وتنصت الى شكواه وتطيب خاطره وتعقد اتفاق مع عقلك ان لا يعاقب اخيه الصغير (القلب)على ذلاته الغير مقصوده وتستدعى الضمير لكى يشارككم الحوار وتتخيل انك معهم تتحدث مع اناس كثيرين يملأوا فراغك الممل وتصلوا فى النهاية الى حل يرضى جميع الأطراف دون اللجوء الى محكم خارجى وتعتاد على تكرار تلك التجارب وحدك


تصرخ وحدك:
لأنك الشخص العاقل المتزن التى تمتلك من الحكمة القدر الذى يستفز الأخرين ربما للحقد عليك او يثير اعجابهم وربما فضولهم او ان تكون مثل اعلى او قدوة وبالطبع ترى انه ليس من الجائز تغيير تلك الصورة لديهم ولكن يأتى الوقت الذى لا يحتمل وجهك الألتصاق بتلك القناع كثيرا وتشعر ان الأرض ضاقت بما رحبت وان صدرك لم يعد قادرا على حمل انفاسك وانك تعبت من الصمت المبالغ فيه ، وتنتظر اللحظة المناسبة التى تخلو فيها بنفسك وتنئى بجانك عن من حولك وتتعشم ان يحتمل الكون تلك الصرخة المدوية التى تزلزل ارجاء صدرك كما تحمل انفجار تشرنوبل فى الثمانينات ، وتصرخ وتصرخ حتى تشعر انك لم تعد تمتلك القدرة على الصراخ ، وتنظر بعدها وتحمد الله لمرات كثيرة انك وحدك ولم يشعر بك اى احد من بنى البشر

تدعو الله وحدك:
لأنه هو المجيب والسميع والعليم والقريب والرحيم والجبار الذى يجبر كسرك دون مقابل والتى تسع رحمته كل شىء والذى يعلم السر والعلن ويعلم ماتخفى الصدور ومافى القلوب وهوا الذى يسمع دون ملل ولا كلل ولا يشعرك بالجميل ولا الفضل ولا تجد من الحرج ان تحدثه عن كل شىء تشعر به وكل شىء ينتابك ويعتصرك ويشعرك بالذنب او الخجل و هو النورالذى يضىء القناديل حتى لو جفت الزيوت هو القادر على كل شىء هو الله جل جلاله الذى لو تركك كل الكون بما يسع من بشر وخانك التقدير وظننت انك وحدك فهو معك دائما واقرب اليك من حبل الوريد لقد حان الوقت ان تعلم اذن انك دائما لست وحدك



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق