السبت، 1 مايو 2010

رقاصة وبترقص

اول ماحد اقوله رقاصة ، هيقول حاشا لله ، البت جرالها ايه ماكانت كويسة ، وبعدين هي زهقت من المهن الراكده ، فكرت تجرب المهن المتحركة ولا ايه ، ايه السيرة اللى تودى النار دى رقاصة ايه بس ، ايه ياجماعة ، اومال لو قولتلكوا انها بترقص ، شوفتوا ازاى مش بس رقاصة ولكنها بترقص وبترقص حلو اوى كمان ، بصراحة ياجماعة دى كانت اول مرة اشوف رقاصة كده على الطبيعة لحم ودم ، فتاه متحركة استطيع ان انظر لها من جميع الجهات يعنى ثرى دى لامؤاخذه ، يعنى اشوفها حرة طليقة مش محبوسة جوة شاشة ، ممكن اقرب منها واراقب كل انفعالاتها وردود افعالها واتأمل حركاتها اللولبية وضحكاتها المدوية ، مش مهم الزمان ولا المكان ، بس هو ده اللى حصل ، الحقيقة فى اليوم ده كان عندى فكرة مسبقة ان فيه رقاصة ، وبعدين قولت وانا مالى المكان مفتوح وانا ها قعد زى الناس والصراحة دول ماكانوش اى ناس دول ناس معظمهم تخطى حاجز الاربعين سنة ومعظمهم برده من حملة الماجستير والدكتوراه ، ومايمنعش ان كان فيه اطفال وسيدات وشيوخ ، يعنى تحس انك قاعد داخل ملحمة شعبية متعددة الطوائف والاشكال والاعمار ، الوقت كما بدرى جدا مش وقت رقاصة خالص ، لانى دايما بسمع سمع خير ان الرقاصة بتيجى متأخر على اعتبار انها بتنام متأخرا وتستيقظ اكثر تأخرا ، بس يبدو ان الرقاصة دى كانت نشيطة شوية ، ماطولش عليكوا ، اول ماهلت علينا بطلتها البهية ، انا زى العبيطة كنت فاكره ان معظم الناس مهيبة الركن دى هتقوم وتهجر المكان هجرا لا رجعة فيه ، وان مش هيفضل غير شوية الشباب اللى عددهم مش كتير بالمقارنة بالناس الكبار ، بس ده برده ماحصلش ، بالعكس اتحدت كل فئات الشعب على كلمة واحدة ، قصدى على رقصة واحدة ، الرقاصة الصراحة كانت حلوة ممشوقة القوام وبترقص بحرفية وحركاتها متانغمة تماما مع الموسيقى المصاحبة ، ولابسة بدلة رقص بكل ماتحمله الكلمة من معنى ومفيش داعى اوضح اكتر من كده انا بصراحة حبيت فيها اجتهادها واتقانها للعمل ، بس ماكانتش ببصلها طول الوقت ، مع انى لحظات كنت بقول انا ابص ماجراش حاجة اهى بنت زينا زيها ، انما دول بقى يبصوا ليه ، ويبحلقوا اوى كده ليه ، المهم هيا بترقص والكل مبحلق بحلقة عمرى ماشوفتها وبتركيز منقطع النظير ، مع انهم الصبح كانو بينامو فى كل المحاضرات وبيحضروها تقضية واجب ده ان حضروها اصلا ، المهم هيا اخذت ترقص تصول وتجول وهما مافقدوش تركيزهم للحظة وتروح وتيجى وتبدل ملابسها بين كل فقرة والتانية ، وفى كل مرة تتعالى الصيحات لما تمشى ويفتكروها مش راجعة وتلاقى وشوشهم اتغيرت وظهر عليها علامات التجهم والصدمة ، وشوية وتتهلل اساريرهم من جديد عندما تأتى صاحبة الطلعة البهية والحركات اللولبية ، في ثوبها الجديد ، ويستعيدوا لياقتهم فى البحلقة والتشجيع ، وهى بقى شايفاهم ومركزة معاهم جدا وكل ماتمد ايدها ان حد يرقص معاها ، يعملوا مكسوفين من شىء ما ، مع انهم هيموتوا ويرقصوا معاها ، لحد ما واحد تملكته الشجاعة ورقص ، ماتتخيلوش كانت نظرات الحقد عليه اد ايه ، كفاية انه نال هذا الشرف الرفيع للرقص مع الرقاصة ، فى وسط كل الأنطبعات والوشوش والصوت العالى ، انا حسيت انها بعد فترة تعبت ، وبقت بتأدى كده كأنها فى الوقت الضايع لما اللعيبة يكونوا عايزين الماتش يخلص وبيباصوا الكورة على الواقف ، لكنها مازالت محتفظة بأبتسامة ماسبتش شفايفها وكأن الموديل بتاعها متصمم على كده ماعندهاش اوبشن غير ده وعلى الرغم من كده ، هما مش حاسين طبعا انها خلاص لياقتها مش قادرة تسعفها ، هما مالهم يعنى ، هما عايزنها ترقص للصبح هما خاسس عليهم ايه ، اديهم بيتفرجوا ، ايوة بيتفرجوا بس يعنى ماعملوش حاجة غلط لا سمح الله ، هما يعنى هما اللى بيرقصوا ، هما يدوب بيتفرجوا على الكيان المتحرك ذات الالوان البراقة ، واكيد مش هينكروا انهم مبسوطين ومبسوطين اوى كمان ، بدليل انهم مش عايزنها تخلص ان شاء الله يسهروا للصبح ، وهيا بقى مابتتعبش ولا بيجرالها حاجة تقريبا فاكرنها شغالة بالكهربا ، فى اللحظات دى الرقاصة دى صعبت عليا جدا ، بغض النظر عن الافلام العربى ان ابوها كان مريض وخرجت ترقص عشان تصرف على اخواتها وانها ممكن تكون ضحية الظروف والحكايات دى ، بس انا مافكرتش فى كده ، انا فكرت فيها بعد كام سنة لما شوية الحاجات اللى هيا راس مالها الوحيد دى راحت زى ماكل شىء جميل بيروح بمرور الوقت ، ماعتقدتش ان فى اى حد ممكن يبصلها ولا يبتسم فى وشها نفس الابتسامة دى حتى لو هيا بادلته بمليون ابتسامة ، خلاص اللى كان بيبسطهم مابقاش موجود وهيا بالنسبة لهم مش اكتر من جسم مليان انوثة والجسم ده اكيد مش معاه شهادة ضمان مدى الحياه ، اكيد له عمر افتراضى بيخلص مع الزمن ، كمان فكرت لو جت سيرة اى رقاصة فى اى حتة ، ولا حد يعرف رقاصة حتى من بعيد ، اكيد لو جت سيرتها اول حاجة هيقول اعوذ بالله ، رقاصة مين بس ، وكأنه جاب سيرة مرض عضال او معدى او شىء منفر ، ياسلام لما انتو كارهين المسمى والفعل ، ليه بقى كنتوا هتموتوا من كتر السعادة ، يعنى بتخجلو من مجرد سيرتها ومش بتخجلوا من نفسكوا وانتو بتتفرجوا عليها ، دا حتى الست صاحبة فضل انها خلتكوا فرحانين اوى كده ، على الأقل لو جت سيرتها ابقو افتكروها بالخير، حسيت الصراحة ان كلنا او معظمنا نعانى من امراض نفسية اولها الفصام ، ونعانى من امراض اخلاقية اولها النفاق بنعمل حاجات عكس مابنقول خالص ، انت رافض شىء خلى عندك مبدا وارفضه للنهاية او اقبله للنهاية ، بصراحة ساعتها حسيت انها ممكن تكون اشجع من كتير فينا ، عشان هيا صريحة بترقص قدام الناس فى النور، لكن كل واحد فينا ممكن يرقص بطريقته بس من ورا الناس وفى الضلمة ، يعنى من الأخر مش بس الرقاصة اللى بترقص

هناك تعليقان (2):

  1. بأيدك تماما
    أنا كمان وقعت في الفخ ده لما كتبت أشعار هلس عشان ديواني يتباع
    كتير حوالينا بيرقصوا كل يوم من أصغر بواب عمارة لحد ممتاز القط
    تحياتي وللأمام دايما
    أحمد عبد اللطيف

    ردحذف
  2. هههههههههههههههههههههه
    عادي على فكرة يعنى .. ومش إنفصام هو على فكرة على قد ما هو حالة من حفظ الوقار
    وبعدين فرصة زي دي مش هتتعوض تانى بصراحة

    ردحذف