الخميس، 22 يوليو 2010

كلام مايهمش اى حد ..1- مذكرات

كل واحد وواحدة مننا ، جه فى يوم من الأيام وحس ان الدنيا ضيقة اوى رغم الناس الكتير اللى حوالينا ، وفضل يلف ويدور عشان يشتكى ولا يحكى لحد ، مش لازم يتكلم عشان واقع فى مشكلة او مستنى نصيحة او خدمة او مساعدة من حد ،
لا .. الموضوع ابسط من كده بكتير ، الموضوع مجرد الرغبة فى مشاركة حد تانى فى شعور معين ، ممكن يكون شعور لحظى او مستديم ، او ممكن عايز يتكلم وخلاص فى اى شىء حتى لو تافهه ومالوش اى اهمية ، ممكن يكون كتير منا بينجح يلاقى الحد ده وبيحكى بكل اللى جواه ، وبعض الناس التانية اللى مابتنجحش انها تلاقى الحد ده فبتفكر تكتب مايسمى بالمذكرات ،
المذكرات دى بتعتبر تنفيس عن مشاعر كتير مكبوتة او مجرد تدوين لأحداث كتير يومية ممكن تكون بتختلف كل يوم اختلاف بسيط او روتينية لدرجة تخنق ، المذكرات دى ساعات تبقى شوية ورق او ورقة واحدة مالهاش شكل يعنى اللى بتيجى فى طريق الواحد يكتب فيها اى كلمتين محبوسين لمجرد انه يحررهم على الورق ،
ولحسن الحظ الكلام على الورق مالوش صوت ان حد يسمعه ، او ممكن الواحد يجيب كشكول منمق او اجنده كده شكلها حلو ويفضل يكتب ويكتب ، بس ياترى بنتكتب كل حاجة ولا برده بنخاف ، وبنحس ان فى حاجات لو خرجت من القلب مانضمنش تروح فين ، او هتوصل لمين ، عشان كده بنفضل نسيبها فى القلب ، حتى لو بتجرحه اوى ، وبنتجاهل كل نداءات الأستغاثة اللى طالعة منه وبرده مش بنخرجها ،
بس بالشكل ده مالوش لازمة اننا نكتب طالما بنمنتج الحاصل يعنى بنكتب الكلام اللى ينفع ينكتب وكمان ينفع يتقرى ، ومش بنطلع الكلام اللى فعلا لازم يطلع عشان نستريح ،
بس الحقيقة فى ناس بتكتب وتكتب ومش بتفكر ايه اللى ممكن يحصل بعد كده ، عشان اكيد كل حرف من اللى انكتب حتى لو كلام عبيط جدا فهو بيمثل الشخصية فى الوقت ده وازاى بتتعامل وازى اتصرفت فى الموقف ده وايه كان احساسها ساعتها ونظرة الناس ليها وقد ايه كان عمر الشخصية فى الوقت ده ويوم بعد يوم وبعد صفحات كتير اوى من ورق المذكرات هتلاقى كلام مختلف بيتكتب احداث مختلفة وجهات نظر بتتغير ممن يكون بعيد كل البعد عن اول صفحات المذكرات ،
والفرق ده بيكون مش مجرد عدد صفحات ، ده بيكون عمر بحاله من ساعات وايام وسنين ، اللى لها القدرة الحقيقية انها تغير من شكل ومضمون الشخصية ، اعتقد ان لو كل واحد قلب فى مذكرات هو اللى كاتبها بخط ايده ، هيحس ان فى كل ورقة ممكن يكون شخص مختلف ، حتى خطه نفسه ممكن يختلف بأختلاف السن والنضج والحالة المزاجية ، يعنى بيكتب الكلام ده وهو متعصب ولا هادى ولا حزين ولا فى حالة حب ولا تعبان ، اكيد لما نمتلك مخزون ثرى جدا زى ورق المذكرات ده ، اكيد هيكون اغلى عند الواحد من اى حاجة عشان ببساطة بيحس انه شايل عمره فى ايده وبيبص عليه احيانا بطريقة الفلاش باك وبيبقى متطلع بلهفة شديدة ، هوا ياترى هيكتب ايه فى باقى الصفحات الفاضية اللى بتعبر عن مستقبلة واكيد ساعتها بيتمنى انه يكتب حاجة احسن واجمل من الصفحات القديمة ،
عشان كده بمقدار الغلاوة والاهمية ، كل واحد بيدور ممكن يشيل المذكرات دى فين ، يعنى فى مكان اكيد بعيد عن متناول الناس عشان ماينفعش ان احاسيس الواحد ومشاعره تبقى مشاع لأى حد حتى لو بنثق فيه ، لأنه حتى لو قرأها ممكن يكون بيقرأها وهو بيشرب فنجان قهوة وبيسمع فيلم فى روتانا سينما وبيقلب الصفحات فى هدوء ومايعرفش كان ايه احساس اللى كتب الكلام ده ساعة لما كتبه ، عشان كده ممكن لو لقى اى كلام مايعجبوش هيحكم حكم اكيد مش فى صالح صاحب المذكرات ،
او ممكن كمان يبص بشىء من التفاهه واللا مبالاة لمجرد انه يلاقى حد مضيع جزء كبير من وقته عشان يكتب كلام قد يكون مالوش قيمة عنده ، او لو هو بيحس شوية ممكن ينتابه نوبة من نوبات العطف المبالغ فيه اللى ممكن ماتفدتش اللى كتب بالعكس ممكن تخليه تصعب عليه نفسه اوى ويحس ان ده مش تعاطف قد ماهو شفقة ، وممكن كمان لما يلاقى حد قرأ كل الكلام اللى فى المذكرات ده ، يحس ان بقى فجأة كده عريان وان فى حد قدر يشوف كل حاجة فضل طول عمره حريص انه يخبيها ،
ساعتها ممكن مايقدرش يواجهه الشخص ده ويتكلم معاه عادى زى ماكان بيتعامل قبل كده ، على فكرة كل الاحاسيس دى ممكن تحصل بغض النظر ايه اللى مكتوب فى المذكرات ، يعنى مش شرط تكون فضايح ولا اخطاء جسيمة ولا جرايم يعاقب عليها القانون ، يعنى مش كل حاجة بتستخبى جوه الورق تبقى لازم تكون قنابل موقوته ولازم ننقب عنها ونكتشفها قبل ماتنفجر فى وش اللى كاتبها ووش اللى حواليه ،وان اللى اكتشفها ده لازم يكون فرحان بنفسه اوى كأنه فك رموز حجر رشيد ،
يعنى ايه يعنى لما يكون الأخ ولا الاب ولا حتى الزوج ، لقى مايسمى بالمذكرات ، هيجرى ايه لو مافتحهاش وسابها ترقد فى سلام ، ولا احنا ماينفعش نحترم خصوصيات بعض ونحترم مشاعر بعض وظروف بعض ، بجد نفسى يجى اليوم اللى كل واحد مايلقيش حد يتكلم معاه ، يتكلم مع نفسه ويكتب اى حاجة وكل حاجة ، من غير مايفكر ولو لحظة مين اللى ممكن يقرأ الكلام ده ، وازاى هيلاقيه ، وايه هيكون رد فعله بعد مايقراه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق