الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

الأقطاب المختلفة تتجاذب بطبيعة الحال


فى الماضى القريب وليس بالقريب جدا 

تحديداً فى المرحلة الأبتدائية كانت هناك بعض المعلومات الهامة التى مازلنا نتذكرها حتى الان، انا بشكل شخصى ارى انها من اهم المعلومات التى اكتسبناها طيلة عمرنا ومن ضمن هذه المعلومات هيا حقيقة المغناطيس العلمية وهيا انه يحتوى على طرفين احداهما يطلق عليه القطب الشمالى والأخريطلق عليه القطب الجنوبى 
ومن عجائب الأمور فى خواص المغناطيس انه يجذب اليه المعادن الحديدية بكل قوة وتزيد قوة الجذب كلما اقتربنا من منطقة الأقطاب ولكن تجد شىء غريب، ان المغناطيس لا ينجذب مع مغناطيس اخر اذا تقابلا عند القطبين المتاشبهين اى لا ينجذب القطب الشمالى الى الشمالى والعكس صحيح ، ترى هنا ان نظرية الأنجذاب الى الطرف الاخر من المغناطيس الأخر تكمن فى الأختلاف ، ولو نظرنا الى مخلوقات واشياء كثيرة من حولنا نجدها قائمة على الأختلاف ونجد ان هناك فلسفة كونية بنيت ايضا على الاختلاف فنجد مثلا الشحنات الكهربائية لابد من الشحنة السالبة والموجبة لينبعث التيار الكهربى ويتولد منه شىء مفيد لخدمة البشرية من اضاءة وتشغيل معدات الى اخره 
هذه المقدمة تدفعنى الى الغوص داخل العلاقات الأنسانية ، وعلاقة الرجل بالمرأة ، وبداية العلاقة  التى ترتكز على الأختلاف فكلا الطرفين انجذب الى الأخر نتيجة لكونها انثى ولكونه ذكر اى انه يحمل كرومسومات XY 
وهى تحمل كروموسومات XX وبطبيعة الحال تلك الأختلافات تؤثر فى الصفة الفسيولوجية لكلا الطرفين والتى تساهم فى انجذاب كل منهما الى الأخر والى الأن فاننا نتبع الفطرة وغير ذلك يعتبر من الحالات الشاذة 
اريد ان ادخل بشىء من التفصيل فى هذه العلاقة الفطرية الطبيعية بين الرجل والمرأة 
كثير من البنات عندما يتحدثن عن صفات فارس الأحلام تقول اريد ان يتوافق معى ويشبهنى فى كثير من الأشياء 
ان يكون له نفس الوظيفة و الأهتمامات ونفس الهوايات ونفس الطباع ولا مانع لو غالت فى الأمال والطموحات وقالت اريده ان يحب نفس الألوان ونفس اصناف الطعام ، اى بلغة الكمبيوتر لامانع ان يكون كوبى وباست منى ، 
من الطبيعى انها سوف تبحث كثيرا عن هذة القائمة الطويلة من المتطلبات ولكن ، لااعتقد ابدا انها سوف تعثر على الكثير منها ولا على نصفها ، ولكن وفى رأيى انا لا اريد ان تعثر على هذه القائمة على الأطلاق 
فمن حسن الحظ ان تعثر على قائمة مغايرة تماما لما تطلبه 
ترى الكثير من الناس يحرصون ان يزوجون بناتهم الى احد الأقرباء سواء ابناء العم او الخال او من داخل العائلة بشكل عام 
بإدعاء انه من الأفضل ان يتم هذا الأرتباط نظرا لتوافق الظروف والطباع والصبغة العامة لتلك العائلة ، ولكن يالها من الحكمة الألهية التى ارى دائما انها تخدم فكرة الأختلاف 
فقال الله تعالى فى كتابه العزيز 
«يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)
وجعلناكم شعوبا وقبائل 
اى اجناس واقوام وفرق مختلفة من البشر دون النظر الى مقامهم والى احسابهم ولا انسابهم ولكن رغم اختلافهم فى الظروف والأماكن والشكل واللون ولكن لابد ان يتعارفوا ويتلاقوا ويجدو ا الوسيلة المناسبة للتواصل ويقدم كل منهم الخير الى الاخر 
سنجد ان الله سبحانه وتعالى كان قادرا على خلق جنس واحد من البشر لكن حكمته الالهية ان يخلقهم بأختلاف 
حتى فكرة الزواج سنجد الأمر ينبثق من تلك الأيه ، فالزواج هو وسيلة اخرى للتعارف بين الشعوب وتشعب الأنساب ، فمثلا حين يتزوج مصرى من سعودية او سورى من عراقية 
فأن هناك روابط تنشأ بين عائلتين فى بلدين مختلفتين لم تكن تلك الروابط موجودة من قبل ، 
كثيرا ايضا حدثنا العلم الحديث عن مخاطر زواج الأقارب وماله من عواقب وخيمة على الأجيال نظرا لظهور بعض الأمراض الوراثية الناتجة من تجمع بعض الصفات المتنحية من كلا الطرفين التى تؤدى الى ظهور بعض الاعراض والمتلازمات  والأمراض الغير مرغوب فيها ، والتى تقل نسبة حدوثها او تكاد تتلاشى عند زواج من هم ينتمون الى عائلات مختلفة ذات انساب بعيدة 
اريد ان نتخيل سويا 
من كانت تريد هذا الزوج التفصيل المصمم خصيصا ليتطابق كتطابق المثلثات مع شخصيتها
فانه لو فرض وان وجدتى بغيتك بالفعل ، اعتقد انكى بعد فترة من الوقت سوف تعانين من الملل الذى يسببه تلك التشابه 
نظرا لأن الاتفاق المبالغ فيه من الممكن ان يقفل ابواب كثيرة للحديث كانت من الممكن ان تفتح اذا وجد الأختلاف 
فمثلا لو كانو فى نفس المهنة 
فكلاهما من المؤكد لايرغب فى الغوص فى الحديث عن طبيعه عمله او مدى الصعاب التى تواجهه خلال يومه او كيفية القيام بوظيفته لأنهم من المؤكد يعرفون تلك التفاصيل الدقيقة وسوف يجدون نوع من انواع الملل لو تكرر هذا الحديث المتداول على اسماعهم 
انظرو ا ايضا الى محصلة التشابه 
فكر واحد ثقافة واحدة نفس انواع المعرفة نفس الألوان نفس الموسيقى التى تنبعث من اركان المكان نفس الأطباق المعتادة على السفرة 
حياه اعتقد انها سوف يخيم عليها اشباح الملل والتى قد تؤدى الى اطفال يحملون هذه الثقافة الأحادية الأتجاه وسوف تكون هذه الثقافة مركزة لأنها سوف تكون حصيلة ثقافتين فى واقع الأمر هم ثقافة واحدة 
اى ان المحصلة واحد + واحد = واحد 
على الجانب الأخر 
ارتباط ثقافة مختلفة او مهنة مختلفه هوايات مختلفة طباع مختلفة 
فأنه يخلق نوع من الأجتهاد فى العلاقة لكى يتكيف كل منهما مع الاخر وهذا الأجتهاد يشعر كلا الطرفين ان كل منهم بذل بعض الوقت والمجهود لنيل سعادة الطرف الأخر اى انه يتحمل بعض التضحية المطلوبة بين الطرفين ،هذا الشعور بالتضحية و محاولة التعايش تجعل كلا من الطرفين يغوص فى اعماق الأخر ومن الممكن ان ينكر بعض رغاباته فى مقابل اسعاد الطرف الأخر والفوز برضائه 
فمثلا عندما يتكلم احد منهم فى موضوع هوا ابعد مايكون عن رؤية ومجال الطرف الأخر ومع ذلك يسمعه وينصت اليه ويحاول فهمه بقدر الأمكان لأنه فقط يحبه ، ويريد مشاركاته فى كل اهتماماته والأهتمام بها هوا الأخر ، ومن المؤكد انه فى يوم من الأيام سوف يصلوا الى نقطة الأنسجام بالقدر المناسب التى تجعل من كلاهم خليط من الطرف الأخر 
مما يعنى اختلاط الهوايات لتصبح هوايات مشتركة مختلفة واختلاف الثقافات الأمزجة 
حتى اختلاف اصناف الطعام وطريقة طهوه 
قد تجعل اى من الطرفين يتيح للطرف الأخر فرصة تجربة تلك الأصناف والتعرف عليها او المشاركة فى طهوها معا لأرضاء كل منهم الأخر 
والحصيلة بطبيعة الحال تكون حصيلة مذدوجة مختلفة من الاهتمامات والنشاطات والتى فى غالب الامر تلقى بظلالها على الأولاد مما يعنى انه فى تلك الحالة سيشارك الأب والأم من خلال شخصيتهم المختلفة فى  تكوين جيل جديد يحمل تلك المزيج المضاعف وفى هذة الحالة كما تقول بعض قوانين علم الأدوية ، ان هناك دواء عندما يعطى مع دواء اخر ينتج مايسمى بالسنرجيزم اى ان كل منهم يزيد من فعالية الأخر لتكون المحصلة النهائية 
1+1 لا تساوى اثنين بل انهم يساوى ثلاثة وربما اكثر من ذلك 
فما اجمل ان نختلف ونختلف لكى نعرف السبيل للأتفاق ويذوب كل مننا فى الأخر وينصهر بداخله وينجذب نحوه اكثر واكثر لأنه يعرف ان هناك شىء لا يوجد بداخلة لا يكتمل فقط إلا فى وجود الطرف الأخر ويعرف ان الحكمة ليست بالتشابه ولكن من الممكن ان تكون بلأختلاف الذى قد يعزف لنا على اوتار التكامل 




هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم

    كلام صحيح مليون بالمية، لابد من انجذاب المختلفين، هذه سنة كونيه لخلق الذكر والأنثى، كل منهم يكمل الآخر فى بعض الأشياء، ولو كانت المصلحة فى التطابق لكونا خلقنا من جنس واحد فقط!!

    أعتقد المقالة طويلة قليلا، وبها خلط بين الفصحى والعامية.

    ردحذف