السبت، 10 أكتوبر 2009

ديل القايمة


حلو اوى اننا نكون عشنا فى حياتنا مراحل كتير واشتغلنا فى اكتر من مكان واتعرفنا على ناس كتير اوى وحسينا فعلا ان حتى لو كنا فى يوم من الأيام منطويين ، لكن اكيد فى بعض الظروف فرضت علينا اننا نكون اجتماعيين شئنا ام ابينا عشان اكيد فى وسط الاحتكاك الكبير ده اكيد مش هينفع ناخد جنب
  والحقيقة كمان فى ناس بطبيعتها اجتماعية جدا يعنى دى فطرة جواهم او موهبة ومنحة الهية يعنى ماكانوش محتاجين لأكتسابها او تعلمها ، والحيصلة الأكيدة من كل العلاقات الأجتماعية اللى بتخش بقى تحت بند الصحوبية او الصداقة او المصلحة او الأرتياح او الاعجاب
ولا حتى اللى ممكن توصل لحب فى بعض الأحيان
هيا عبارة عن مجموعة ارقام على الموبايل ممكن توصل لاعداد هلامية ممكن تتعدى المية والمتين رقم
وكل رقم ممكن يحمل ذكرى لصاحبه سواء بالخير او بالشر او ذكرى باهتة كده بدون ملامح ولا هوية محددة
الغريبة ان فعلا الواحد ممكن يمسك الموبايل وبرغم انه عارف ومتأكد ان عمره ماهيرجع يستخدم الأرقام دى تانى الا انه ساعات كتير مش بيتجرأ وياخد خطوة انه يلغيهم نهائيا
بس مش ده الموضوع المهم
الأهم من ده كله
انك من وسط الناس الكتير اللى بتقابلهم فى الحياه بتتكون صداقات وعشرة وعشم
بس الحقيقة العلاقات دى فى وقتنا الحاضر بقى غريبة جدا ومفيش قواعد ثابتة بتحكمها او تأثر فيها
 ساعات كتير تلاقى نفسك مرتبط بحد اوى لدرجة انك تهتم تتابع كل اخباره وتكلمه ولو حظك حلو هوا كمان يبادلك نفس الشعور على الرغم انك ممكن ماتكنش تعرفه من زمان بس جمعتكوا الظروف والأمزجه فى وقت من الأوقات لدرجة اننا ساعات نتخيل ان خلاص ده الخلاص اللى من عند ربنا وده فعلا الصديق الصدوق اللى عرف عننا كل حاجة وحدث تلاقى فكرى وروحانى فى كتير من الأمور والحكاية دى ممكن تتكرر مع اكتر من حد فى اوقات مختلفة من الحياه
لكن فجأة او مش فجأة اوى ممكن تكون بشكل تدريجى على حسب معيار الندالة المتبادلة او احادية الجانب
بيتم الأنفصال الشبه تام وبعدين التام
والأشخاص دول بيتحولوا لمجرد ذكرى او يمكن مابيكنوش ذكرى ده ممكن كمان يخرجوا برة حيز الذاكرة
وترجع تانى تعانى من الوحدة الشديدة وهتعرف وقتها ان اللى جمعكم كانت حاجة مؤقتة او رغبة فى اخماد غريزة الأهتمام
ومع الوقت واختلاف الظروف حتى لو الظروف دى بسيطة بنكتشف ان ماحدش بيقاوح ولا يقف قدام الظروف
حتى لو الظروف دى ضعيفة ومن السهل جدا الأنتصار عليها ، بالعكس احنا بنستسلم استسلام تام ليها
وبنسميها بمسميات مختلفة ومنها طبعا بعد المكان ، عدم الفضى ، اختلاف الأهتمامات ، اختلاف الظروف العائلية ، عدم توافق المواعيد وحاجات كتير اوى وكأننا بتللكك لبعض عشان نسيب بعض ، بس الحقيقة اللى بتحصل ان احد الطرفين بيكون اشبع غريزة الأهتمام فى مكان تانى فقرر يسيب الطرف الأولانى اللى كان بيشبع عنده غريزة الأهتمام وكان بيلجأ اليه ويحكيله ويشكى همومة ويقضى معاه معظم يومه
بس عمره مابيخطر فى باله الطرف التانى ده ممكن يفكر ازاى ولا ايه احساسه ولا هوا كمان نجح ان يلاقى طرف تانى يشبع من خلاله حاجته من الأهتمام
والنتيجة من ده كله
اطلال علاقات متقطعة تحمل ذكريات اليمة لأيام ولحظات جميلة من الأهتمام
انا بحس ان الأنسان ممكن فى لحظات كتير يبقى اسير للحظة من لحظات الأهتمام دى وممكن يدفع فيها كتير من وقته ومشاعرة فى مقابل الحصول عليها والاسمتاع بالحالة دى وممكن كمان لحظات الأهتمام دى اللى ممكن يلاقيها من وقت للتانى تكون عاملة زى الحبوب المسكنة اللى كل مالدنيا تزيد من جروحنا والامنا تبقى هيا الوحيدة اللى لها مفعول السحر السريع فى ازالة كل الأوجاع
بس تخيلوا لو دورنا على الأهتمام ده عند الناس اللى اتعودنا اننا نلاقيه عندهم، بالظبط كده زى عابر السبيل اللى تعبان اوى من كتر المشى وتايه وجعان وعطشان ومستنى يخبط على باب ومتعشم ان اللى ورا الباب ده يفتحلة وياخد بأيده ويلبيله كل طلباته وبالظبط يكونله زى طوق النجاه اللى لاقاه فى وسط البحر وقبل الغرق بلحظات
تخيلوا لو كل الأحساس باللهفة والعشم والأحتياج فى الحظة دى كان قصاده برود شديد وتجاهل وعدم اهتمام او عدم التفات اساسا لكل اللى انت حاسس بيه ويمكن كمان الموضوع يكون وصل لعدم الفهم يعنى انت تحكى وهوا حتى ماعدش فاهمك ولا حاسك
ياه ساعات بيكون الاحساس اكتر من قاتل ممكن يكون مدمر
وترجع تقول مش دول نفس الأشخاص اللى كانو ملجأ وملاذ وحضن واسع هوا ليه كده الحضن بقى ضيق اوى او الحضن ده بقى بيساع ناس معينه ويقفل ببانه لناس تانية
وتكتشف ساعتها ان الدنيا اتغيرت اوى
وان اسهمك قلت اوى وموقفك فى بورصة لأهتمام بقى صعب اوى وانك فقدت ترتيبك اللى كنت متعود عليه فى حياتهم
 بتحس انك نزلت لسابع ارض ويمكن تحت الأرض وماعدش ليك تصنيف اى اولويات ولا حقوق عليهم وكل ده طبعا بحجة الظروف
فبترجع تانى تدور تانى على حد ممكن يحطك فى اولوياته ولو بشكل مؤقت وبتكون راضى ساعتها وعارف ومدرك لأن خلاص بقى المفروض انك دلوقتى عندك خبرة والمفروض تكون اتعلمت
لكن للأسف مابتتعلمش لأنك حاجتك للأهتمام بتغمى عنيك وبتخليك تدور وانت عاجز لأنك مجروح
زى الطور اللى مربوط فى ساقية وعنيه متغمية نفسه حد من وقت للتانى يعطف عليه ولو بكلمة
وتعيش طول عمرك على الحالة دى ومتستنى الوقت اللى حد فيه يجى ينتشلك من حالة التخبط والصعود والهبوط ويرفعلك من معدلاتك واسهمك المعنوية وينجدك من موقفك الحرج اللى احتليته فى ديل القايمة 




هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم
    مبدئيا الفكره مؤثرة وبتحصل تقريبا مع معظم الناس
    مش لازم تكون خاصة بالعلاقات العاطفية، ممكن بين اي ناس جمعتهم الصداقة والمعرفة لفتره من الوقت
    ولد مع زلد أو بنت مع بنت وممكن كمان العكس، فمش كل علاقة بين ولد وبنت لازم تنتهي بارتباط عاطفي

    لكن سؤالي هل من طبيعة المدونة هنا الكتابة بالعامية؟
    أعتقد.. فده واضح من عنوانها، هقو الي في نفسي.

    اوك يا دوك امل، قولي كل الي في نفسك لآن ساعات الأحاسيس بتكون مشتركة بين ناس كتير.
    بالتوفيق ومستنين موضوعات تاني اكتر منك

    ردحذف